عوامل تكوين نفسية المراهقين و المراهقات. تلك الفترة المثيرة
والمليئة بالتحولات تعد مرحلة هامة في حياة الفرد حيث يتغير جسمه وعقله بشكل كبير.
فهناك عدة عوامل تؤثر على النمو النفسي للمراهقين، و تندرج تلك العوامل فى:
1
– التغيرات الهرمونية
من أبرز العوامل التي تؤثر على نفسية المراهقين هي التغيرات
الهرمونية.حيث يتعرض المراهقون لتقلبات هرمونية كبيرة تؤثر على مزاجهم وسلوكهم،
وتسبب تقلبات في المشاعر والانفعالات ، حيث يزداد إفراز الهرمونات مثل الإستروجين
والتيستوستيرون. هذه التقلبات تؤثر على نمو الجسم والمزاج، مما يسبب تقلبات في
الانفعالات والسلوكيات. الهرمونات تؤثر أيضًا على النوم والشهية، وتلعب دورًا في
تكوين الهوية الجنسية والتطور الجنسي. هذه التغيرات الهرمونية تساعد في تحديد
الهوية البدنية والعقلية للفرد خلال فترة المراهقة.
2 – الضغوط الاجتماعية
المراهقون يواجهون ضغوطًا اجتماعية
متعددة و كبيرة، فهم يعيشون في بيئة مليئة بالتوقعات والضغوط من الأصدقاء و
العائلة والمجتمع. الرغبة في التكيف مع معايير الجمال، الأداء الأكاديمي، وضغوط
الانتماء الاجتماعي تكون مرتفعة.
. هذه
الضغوط قد تؤثر على تقدير الذات والشعور بالقبول، وتخلق مشاعر القلق والضغط
النفسي. تحديات الاندماج والتوافق مع مجموعات مختلفة قد تكون مصدر إجهاد يؤثر على
النمو النفسي للمراهقين.
3 – التغيرات العاطفية و الاجتماعية
التغيرات
العاطفية والاجتماعية لدى المراهقين تشكل جزءاً أساسياً من تطورهم النفسي.حيث يمر
المراهقون بمرحلة تكوين الهوية الشخصية، مما يجعل التأقلم مع تلك التغيرات تحديًا
رئيسيًا. يبدأون في استكشاف العلاقات الاجتماعية وتطوير مهارات التواصل والتفاعل
مع الآخرين، مما يؤثر على تشكيل صورتهم الذاتي.
العواطف تتقلب بشكل كبير، حيث يمرون بفترات من الحماس والانفعالات المفرطة متبوعة
بفترات من الحزن أو الاكتئاب. يحاولون فهم مشاعرهم الجديدة والتعامل معها في سياق
العلاقات الاجتماعية، مما يمكن أن يؤثر على تفاعلاتهم وتواصلهم مع الآخرين.
الضغوط الاجتماعية مثل الانتماء لمجموعات معينة أو الضغط لتحقيق النجاح في
العلاقات الرومانسية تؤثر أيضًا على العواطف والسلوكيات الاجتماعية للمراهقين.
يمكن أن يكون التأقلم مع هذه التغيرات التي تحدث في العلاقات الاجتماعية والعاطفية
صعبًا، ولكنه يسهم في تطويرهم كأشخاص ناضجين وقادرين على التفاعل بشكل صحيح مع
العالم من حولهم.
4 – الضغوط المدرسية و المهنية
الضغوط
المدرسية والمهنية تشكل جزءًا كبيرًا من تجربة المراهقين. يواجهون تحديات متعددة
في البيئة التعليمية، مثل ضغط الأداء الأكاديمي والتوازن بين الدراسة والحياة
الشخصية. الرغبة في التفوق والضغط للحصول على النجاح يمكن أن يؤثر على مستوى
الإجهاد والقلق . بالإضافة إلى ذلك، يبدأ المراهقون في التفكير في مستقبلهم
المهني، وهذا يمكن أن يكون مصدرًا للضغط. الاختيارات المهنية والتوجهات الجامعية
قد تسبب شعورًا بالقلق وعدم اليقين بالمستقبل. تلك الضغوط قد تؤثر على التركيز
والثقة بالنفس وتقدير الذات لدى المراهقين. تقديم الدعم والإرشاد المناسب في
التعامل مع هذه الضغوط يمكن أن يساعد على تخفيف الضغط وتحسين القدرة على التكيف
واتخاذ القرارات المهمة في حياتهم المستقبلية.
5 - التكيف مع التكنولوجيا ووسائل التواصل
الاجتماعي
التكنولوجيا ووسائل التواصل
الاجتماعي أصبحت جزءًا أساسيًا من حياة المراهقين في العصر الحالي. يعتمدون على
الأجهزة الذكية والتطبيقات للتواصل والتفاعل مع العالم من حولهم. هذه الوسائل توفر
لهم وسيلة للتعبير عن أنفسهم و مشاركة اهتماماتهم و افكارهم والتواصل مع الأصدقاء
وبناء العلاقات الاجتماعية. مع هذا الاعتماد الكبير على التكنولوجيا، قد تظهر بعض
التحديات. حيث يؤثر الوقت الطويل الذي يقضونه أمام الشاشات على نوعية النوم والصحة
العقلية. كما يمكن أن تسبب وسائل التواصل الاجتماعي ضغوطًا نفسية بسبب مقارنة
الحياة الافتراضية بالواقع والحاجة المستمرة للانتماء والاعتراف بالاضافة
للتاثيرات السلبية هلى النوم و التفاعلات الاجتماعية الحقيقة.
التوازن بين الاستفادة من التكنولوجيا والحفاظ على صحة العقل والجسم يعتبر تحديًا.
يحتاج المراهقون إلى فهم الحدود والاعتدال في استخدام التكنولوجيا للتمتع بفوائدها
دون أن تؤثر سلبًا على صحتهم العقلية والاجتماعية
6 - التغيرات الجسدية والذهنية
فترة المراهقة مليئة بالتحولات الجسدية والذهنية الكبيرة و
السريعة و التى تؤدى للشعور بالتوتر و عدم الراحة. فمن الناحية الجسدية، يحدث نمو
سريع وتغيرات في الهيكل الجسدي والقدرات البدنية. و تتغير الهرمونات مسببة تطوّرًا
في السمات الجنسية و الجسدية مثل الصوت والشعر وتغيرات البشرة.
أما من الناحية الذهنية، تحدث تغيرات في الدماغ والتفكير. و تظهر قدرات جديدة في التفكير المنطقي والاستيعاب
والتحليل. ومع ذلك، فقد يكون هناك تقلبات في المزاج والسلوك نتيجة للتغيرات
الهرمونية والتحولات العقلية.
هذه التغيرات الجسدية والذهنية تجعل فترة المراهقة مثيرة
ومليئة بالتحديات. يحتاج المراهقون إلى فهم هذه التغيرات ودعم مناسب للتكيف معها
ليتمكنوا من تجاوز هذه المرحلة بثقة وقوة نفسية.
7 - الدعم الاجتماعي والأسري
فى هذا العمر
المهم، الدعم الاجتماعي والأسري يلعب دوراً حاسماً في نمو وتطور المراهقين. الدعم
العاطفي والمساندة من الأسرة والأصدقاء يمكن أن يكون له تأثير كبير على صحة عقل
المراهقين وشعورهم بالثقة بالنفس.
فالأسرة توفر الأمان والدعم العاطفي والتوجيه خلال هذه الفترة الحساسة، وتلعب
دوراً في تعزيز الثقة بالنفس وتقديم النصائح والتوجيه في اتخاذ القرارات الصعبة.
الدعم الاجتماعي من الأصدقاء والمجتمع المحيط يساعد على بناء العلاقات الاجتماعية
وتعزيز الشعور بالانتماء والقبول .
الدعم الاجتماعي والأسري يعزز القدرة على التكيف مع التحديات والضغوط التي يواجهها
المراهقون، ويساهم في تعزيز صحة عقلهم وشعورهم بالاستقرار والثقة.
8 - الثقافة والبيئة المحيطة
الثقافة والبيئة المحيطة تلعب دورًا هامًا في تشكيل تطور
المراهقين. القيم والعادات والتقاليد التي تسود البيئة المحيطة بهم تؤثر على
هويتهم وتفكيرهم. تختلف القيم والمعتقدات من ثقافة لأخرى، مما يؤثر على تصوّر
المراهقين للعالم وأنفسهم.
التأثيرات الثقافية تظهر في اللغة والتفكير والممارسات اليومية. قد تكون هناك
توترات بين القيم التقليدية والتطلعات الجديدة للمراهقين، مما يخلق توترًا داخليًا.
المجتمع المحيط بهم يشكل مصدرًا للدعم والتأثير، حيث يتعلمون من التفاعل مع أفراده
ويستوعبون قيمه وتوجهاته. التوافق أو التضارب بين القيم المجتمعية والقيم الشخصية
قد يؤثر على التوجهات والتصرفات لدى المراهقين.
فهم الثقافة والبيئة المحيطة يساعد في فهم تشكيل الهوية الشخصية والتأقلم مع
التحديات الناجمة عن الثقافات المتنوعة والتفاعلات الاجتماعية المختلفة
تحديات المراهقة تعد جزءًا أساسيًا من النمو الشخصي، وفهم هذه
العوامل يمكن أن يساعد في تقديم الدعم والإرشاد اللازم للمراهقين ليكونوا أكثر
تكيفًا وقوة نفسية خلال هذه الفترة الحاسمة في حياتهم.